اعرف سوقك. أعني أن تعرفه حق المعرفة!

عملت في مجال أبحاث السوق لسنوات عديدة. ولم تعلّمني هذه التجربة قوّة طرح الأسئلة (كان لدينا قول مأثور: مع الأسئلة العظيمة تأتي الإجابات العظيمة) فحسب ، بل وتلقّنت أيضًا أهمية جمع المعلومات لاتّخاذ قرارات مستنيرة.

إن اتّخاذ القرارات هي إحدى المسؤوليات الأساسية التي تقع على عاتق أي رائد أعمال، ولهذا السبب قد يشعر روّاد الأعمال بالوحدة في بعض الأحيان.

وبالطبع، إذا كنت صاحب عمل، يجب أن تثق في مشاعرك الغريزية – فهم مستشارون رائعون. ومع ذلك، ستصل إلى نقطةٍ في رحلتك حيث ستحتاج إلى دعم حدسك بالحقائق لضمان سَيرك في الاتجاه الصحيح.

دعني آخذ مثالاً: حملتك التسويقية القادمة. كيف يمكنك أن تصبح أفضل في استهداف الأشخاص المناسبين، في الوقت والمكان المناسبين بالتحديد، إذا لم تقم بتحليل البيانات التي جمعتها باستمرار؟

عندما تتّخذ قرارًا غير مدروس، فإنّك غالبًا ما تضع افتراضات. في البيئة الرقمية السريعة الحالية، ما تعتقد أنّه كان صحيحًا بالأمس قد لا يكون صحيحًا بعد الآن. لذلك، يكمن الخطر في أن تكون افتراضاتك خاطئة.

فهناك فرق بين الاعتقاد بأنّك تعرف وبين المعرفة.

دعني آخذ مثالاً آخر: عملاؤك. كم (تعتقد أنّك) تعرف عنهم؟ إلى أي مدى تعتقد أنّك على تواصل معهم؟ من المحتمل أنّك تفترض أنّك تفهمهم بما فيه الكفاية، لكنّني سأفترض أنّك لا تعرفهم بالقدر الذي تعتقد أنّك تعرفهم به. نعم، أنا أفترض افتراضًا، على الرغم من أنه يعتمد على العديد من المحادثات التي أجريتها مع العملاء والشركات الناشئة وروّاد الأعمال – يمكنك اعتباره حقيقةً أكثر من كونه اعتقادًا.

لقد أخبرتك أنني تعلّمت قوّة طرح الأسئلة. وسأتوجّه إليك بالسؤال التالي: متى كانت آخر مرّة تحدثّت فيها إلى عميل؟

بغض النظرعمّا قد تعتقده، فإنّهم على الأرجح لا يتذكّروك. الادّعاء بعكس ذلك هو مجرد غرور، وعليك أن تراجع نفسك.

إذا كنت ترغب في اختبار فرضياتك، وإذا كنت ترغب في معرفة كيف يشعر عملاؤك ويتصرّفون، والأهمّ من ذلك فهم سبب قيامهم بالأشياء التي يفعلونها وبالطريقة التي يقومون بها، فإنّ الطريقة الأكثر فعاليّة هي ببساطة أن تسألهم.

فكلّما زادت معرفتك بعملائك، كلّما زاد تواصلك مع السّوق، وكلّما كان فهمك لاحتياجاتهم أسهل.

مع نموّ شركتك وتطوّر دورك، ستواجه خطر الانفصال التّدريجي عن قاعدة عملائك.

فاجعل التحدّث بانتظام مع عملائك إحدى عاداتك. على سبيل المثال، قم بجدولة عدد معين من الاجتماعات مع العملاء كل أسبوع في تقويمك، والتزم بذلك.

اسمحوا لي أن أعطي الكلمات الأخيرة لآنا بيريز غارسيا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ForestChain (Inter:Views الحلقة 68):“العميل هو رئيسك في العمل”.

بالفعل: تذكّر من يدفع لك حتى تتمكّن من دفع الفواتير.

لوران نوتان



Start typing and press Enter to search